القراءة بطريقة أكثر ذكاء
ماذا لو استطعت مضاعفة قدرتك العقلية على القراءة: ليس بمقدار
مرتين فقط بل بعشرة مرات؟ و ماهي الفوائد التي سوف تعود من ذلك على عملك وحياتك
وتطورك العقلي؟ ولعل هذا هو أحد أبسط فصل. ولكن ستضاعف قدرتك على القراءة عشرة مرات
عند الانتهاء منه.
والحقيقة أن هناك الكثير من الناس تخيفهم فكرة القراءة.
ولديهم اعتقاد أن القراءة أمر روتيني ممل. وحيث أن أغلب الناس يتبنون هذا الاتجاه,
فإننا نجد الكثير منهم ينظرون إلى القراءة على أنها أمر صعب. ولذا فهم يتوقفون عن
القراءة . فيتراكم لديهم الكثير مما يجب عليهم قراءته. وتصعب عملية القراءة بعد
تضخم حجم ما يجب قراءته, وتصبح مادة صعبة لهم, وليس مجرد أمر بسيط يمكن اجتيازه.
وقد تصبح القراءة أمراً روتينيا مملا إذا لم تعرف الطريقة
الذكية للقراءة. فليس الهدف هو القراءة بشكل أسرع إنما الهدف هو القراءة الأكثر
ذكاء, والوسائل الذكية, وليست الصعبة هي من المبادئ الأساسية للنجاح في الحياة,
فهي التي تنقلنا من حياة الكهف إلى المباني العملاقة المكيفة الهواء, وهي التي تقف
وراء كل تقدم رئيسي في الحياة من العجلة إلى المسمار إلى الغسالة المنزلية
والكمبيوتر المنزلي.
والسلوك الأكثر ذكاء وليس الأكثر مشقة هو ما يجعلك تعود إلى
منزلك موفرا للوقت بدلا من أن تسلك طريقاً شديد الزحام, وهو لب مفهوم تفويض
الآخرين بسلطاتك. وإعداد أربع وجبات توفير للوقت ثم وضع أربع منها في الثلاجة.
وهو عامل موجود في كل شيء تفعله تقريباً قد لا تكون قد أدركت
أنه المبدأ الرئيسي في العمل. فالسلوك الذكي وليس العمل الشاق هو العامل الأساسي
وراء كل ما أنجزه الإنسان, وهو مبدأ ينطبق على القراءة أيضاً. فهناك طريقتان
مختصرتان يمكنك اللجوء إليهما لمضاعفة سرعة قراءتك مرتين أو ثلاث مرات ولربما أربع
مرات. وفي تعاملك مع الخطابات والكتب والتقارير ومقالات والمجلات. وليس عليك أن
تتعلم فقط ما يسمى بطريقة القراءة السريعة. يقول مايكل مكارثي الذي يقوم بتدريس
دورات القراءة النشطة: إن نحو تسعين في المائة مما تقرأه يذهب دون فائدة, فأغلبه
يخرج من الموضوع الرئيسي الذي يثير اهتمامنا أو هو عبارة عن أدبي متواضع المستوى
ولا يزيد معدل الجانب الذي يحمل معلومات جديدة بالاستخدام عن عشرة في المائة من
المادة المقروءة, ولربما أقل من ذلك.
ولنتساءل كم من الوقت والجهد يمكن لك توفره إذا ما أسقطت نسبة
التسعين في المائة التي لا تحتاجها, وذهبت مباشرة إلى نسبة العشرة في المائة التي
يمكنك استخدامها. ويمكنك أن تقرأ عشر مرات أكثر في نفس وقت القراءة العادية.
إذاً .. أين تجد الملل الروتيني في القراءة؟ في الحقيقة لا
يوجد ما يخيف أو يشكل صعوبة في هذا الأمر. وليس هناك من الأسباب ما يدعونا إلى تأجيلها
حيث ستكون قد انتهت قبل أن تعرفها. وسوف تدوب أمامك كالزبد هذه الكميات الهائلة
المخزونة من المادة التي تقرأها بعد, وسوف تتحرك عيناك مرورا على كل الصفحات التي
لاجدوى منها, وتتركز على الخمسة أو العشرين موضوعاً التي يلزم قراءتها. ولذا فعليك
أن تقرأ الفقرة التالية بسرعة البرق.
وقد تبنى الباحثون ثلاث طرق استراتيجية مدهشة لتجاوز ما قد لا
تحتاجه إلى معرفة العشرة في المائة الهامة, والوصول إليها مباشرة. وهذه الطرق هي:
·
زيادة سرعة أفكارك في الدقيقة
الواحدة.
·
استخدام خريطة القراءة.
·
التصفح السريع.
زيادة معدل سرعة أفكارك بدلاً من زيادة سرعة الكلمات
قد يركز كثير من الناس بطريق الخطأ على السرعة التي يحصلون
بها على الكلمات الخاصة بعد أن جذبت انتباههم ندوات القراءة السريعة، وما تقدمه من
وعود بالوصول إلى سرعة ألفي كلمة في الدقيقة, وقراءة صفحات كاملة بمجرد إلقاء نظرة
عليها. ولا شك أن الوصول إلى عدد أكثر من الكلمات بطريقة أسرع ليس هو السبب وراء
رغبتك في القراءة فالأمر يحتاج إلى حقائق وأفكار هامة.
وعندما تكون مستغرقاً في محاولة متابعة السيل المتدفق من
المعلومات لا تصبح زيادة سرعتك كلماتك في الدقيقة الواحدة بالأمر الهام. ولن تأخذك
زيادة سرعة الكلمات أهمية خاصة, حيث لن تؤدي بك قراءتها إلى الاقتراب من هدفك.
بدلاً من أن تزيد من سرعة الحصول على أفكارك في الدقيقة الواحدة.
إن التركيز على سرعة القراءة فقط سوف يؤدى بك إلى بذل جهدك
بطريقة خاطئة في اتجاه الخوض في سيل هائل من الكلمات غير الضرورية. إن عنوان هذا
القسم على سبيل المثال وكل ما يتضمنه من جمل سوف تمهد كلها أمامك الطريق نحو
النقاط الرئيسية في الموضوع.
وهناك فائدة أخرى في طريقة القراءة من أجل الحصول على الأفكار
وسوف يساعد ذلك على التركيز, وتذكر ما تتعلمه. إن التركيز على الأفكار الرئيسية
فيما تقرأ لن يكون بالأمر البالغ الصعوبة.
تـــــــدريـــــــــــــب
عليك بالتدريب على ذلك في المرة القادمة عندما تقرأ صحيفة
يومية أو مجلة أ شيء يأخذ من وقتك نحو ثلاثين دقيقة. وهذا يتطلب منك مادة صالحة
للقراءة, وساعة لتحديد الوقت, وأوراقاً تكتب عليها, وسوف تتعلم أن تحدد النقاط
الهامة فوراً ودون مجهود يذكر.
1ـ حدد خمسة عشر دقيقة من الوقت على ساعتك.
2ـ اقرأ بسرعتك المعتادة.
3ـ توقف عن القراءة, واكتب ما تتذكره من
الأفكار الرئيسية.
4ـ حدد على ساعتك وقت جديد لخمسة عشر دقيقة
أخرى.
5ـ استأنف القراءة ولكن حاول هذه المرة أن تسرع عن طريق القفز فوق
أي شيء لا يمت إلى الفكرة بصلة. وسوف تلقي مجرد نظرة عليها جميعاً, ولا تضيع وقتك
في استعراض كل كلمة أو التفاصيل. توقف واقرأ بعناية في أي وقت تجد فيه مادة قد
تبدو وثيقة الصلة باحتياجاتك, أو تحتوى على أفكار رئيسية.
6ـ إذا لم تكن تحوى على معلومات هامة, يمكنك
أن تقرأها بسرعتك المعتادة.
7ـ وإذا لم تكن تحوى على معلومات هامة عليك
بالإسراع بالقراءة, وابحث عن مادة تستحق الاهتمام بها.
8ـ توقف عن القراءة, ومرة أخرى اكتب ما
تتذكره من أفكار رئيسية.
9ـ قارن بين عدد الأفكار التي حصلت عليها في الجزء الأول وما حصلت
عليه في الجزء الثاني من القراءة. وسوف تصيبك الدهشة من النتيجة.
استخدم الطرق المختصرة الموفرة للوقت
يضيع معظم الناس دون دراية وقتهم في قراءة غير ضرورية لأنهم
لا يعرفون السر البسيط لذلك. فالأغلبية الساحقة من الصحف اليومية والمقالات
والتقارير والكتب تسير وفقاً لخريطة أو قاعدة عالمية.
فعلى غرار خريطة الطريق يمكنك الوصول إلى هدفك بشكل أسرع
وتحديد المواقع الهامة, وتجنب الطرق المختصرة, وقضاء وقت ممتع إذا ما وضعت خريطة
القراءة أساساً لنهجك. فهي سوف تساعدك على تحديد المعلومات الدقيقة التي تريدها
بنسبة ثمانية وتسعين في المائة وبطريقة أسرع.
وتعتمد طريقة القراءة على أمور بسيطة وهي أن معظم المواد
المعتمدة على الحقائق تقوم على أسس كلاسيكية معروفة:
·
فكرة رئيسية.
·
فكرة مساندة.
·
أفكار فرعية (نقاط جانبية).
·
مادة مساندة.
·
أفكار فرعية للأفكار الفرعية.
·
مواد مساندة.
وتسير معظم الكتب والفقرات والأقسام الفرعية والأقسام والفصول
على نفس التصميم والشكل. فكل يوضح فكرة واحدة رئيسية وصورة؛ وبحيث تحدد كل واحدة
منها الفكرة, كما يحوي الجسم الرئيسي على المواد المساندة وتلخص النهاية النقطة
التي تم التوصل إليها وتوضح مغزاها.
ويوجد في كل كتاب أو تقرير مفصل عدد كبير من النقاط المساندة.
وهذا بدوره يتحول إلى ما وصفه مؤلف كتاب "كيف نكون أكثر
ذكاء" بقوله أنه نوع من التراجع غير المحدد للأفكار الفرعية والأفكار الفرعية
المساندة للأفكار الفرعية, كما يتم دعم كل فكرة أو نقطة بواسطة مادة إيضاحية
شريحة, ويمكن أن يتضمن هذا أمور تتراوح بين الحقائق والأرقام والإيضاحات والحالات
التاريخية والأمثلة والوصف والتعريفات في الصور الفوتوغرافية والإيضاحات والرسوم والجداول
والخرائط.
تـــــــــدريـــــــــــــب
عندما تصادف تقرير هاماً, أو مجموعة مراسلات أو كتاباً, فعليك
إتباع الخطوات التالية:
1ـ مر عليها بسرعة, وأقرأ فقط رؤوس الموضوعات والرؤوس الفرعية
وابحث عدد الأفكار الرئيسية, وكيفية التعامل مع المادة التي توصلت إليها من هذا
فقط.
2ـ اسأل نفسك عن رؤوس الموضوعات التي تبدو أنها تشير إلى المادة
التي تضم المعلومات ذات الأهمية الكبرى لك.
3ـ ثم عد مرة أخرى لتقرأ فقط الأقسام.
4ـ احسب بشكل تقريبي كم تقرير أو مقالة أو كتاباً لم تستطع قراءته,
وهل بلغ الرقم عشرة أو عشرين أو خمسين في المائة أو ربما أكثر من ذلك.
5ـ وتصور كم يمكنك أن تقرأه أكثر من ذلك إذا ما استطعت توفير نفس
النسبة المئوية من وقت القراءة في كل مرة تقرأ فيها.
فن التصفح السريع
هنا نجد جوهر خريطة القراءة في أرقى صورها فبعد أن عرفت ما
تبحث عنه, فإنك سوف تبدأ في تعلم الأدوات الأربع المؤثرة الخاصة بتحديد المادة
المقروءة, والتخلص من الغث منها. وقد كشفت الأبحاث المتعلقة بالقراءة عن إحصاءات
مدهشة. فمثلاً تصل نسبة المادة المقروءة التي لا قيمة لها إلى ما يتراوح مابين
عشرين وخمسين في المائة من إجمالي ما نقرأه.
وتضم هذه النسبة العبارات الإيضاحية والفقرات وحتى الصفحات
المطلوبة للكتابة لمساعدة القارئ البطيء:
·
لربط الأفكار.
·
لتمهيد الانتقالات بين
الموضوعات.
·
لإيضاح النقاط التي سبق ذكرها.
·
لذكر الدوريات والكتب التي رجع
إليها المؤلف.
·
لتكرار ما سبق قوله للقارئ غير
المنتبه.
ولعل الشيء الوحيد الذي لا تقوم به المواد الغثة هو عدم
احتوائها على معلومات وأفكار مفيدة. كما أن محتواها لا قيمة له, وإذا حذف كل هذا
الغث من المادة المقروءة تبقى لك بعد ذلك الأفكار الرائدة والمعلومات الهامة.
إن كل دقيقة تمضيها في قراءة هذا الغث هي دقائق ضائعة من
حياتك ووقت ذهب هباءً في قراءة غير مفيدة. ولكنك تستطيع أن تتعلم كيف تتعرف عليها,
وتسقطها في أجزاء من الثانية وأنت تقرأ البقية. وأنت الآن تعرف طريقة التخلص من
المادة الغثة, كما أن كل شخص يعرفها ولكن إذا استعنت بخريطة القراءة كمرشد لك
وببعض الحيل البسيطة يمكنك تصفح المادة المقروءة بسرعة وبدقة, وتجد نفسك في
النهاية تستوعب صفحات حافلة بالمعلومات في مجرد دقيقة أو دقيقتين. إن الطرق
المختصرة الأربع التالية سوف توضح لك كيف يمكنك تحقيق القراءة السريعة, من خلال
المواد المطولة مثل الكتيبات والتقارير وفي الكتب الكاملة, والتعرف على كل شيء هام
في وقت بالغ القصر.
·
لا تستغرق في التفاصيل.
·
لا تفحص بسرعة مالا تحتاج
لقراءته.
·
دع الكاتب يحدد الأفكار
الرئيسية بدلاً منك.
·
ابحث عن الجملة الرئيسية.
·
ابحث عن الفواصل التي تحدد
تغيير الموضوع.
لا تقع في مصيدة التفاصيل:
ليست التفاصيل هي ما تريد, وعليك بالبحث عن النقطة أو الفكرة
الرئيسية. إن معظم ما يكتب يهدف إلى التوصل إلى نقطة محددة, ثم تأتي التفاصيل
لمجرد إيضاح هذه النقطة. وأنت غالباً ما تقرأ للوصول إلى هذه النقطة أو النقاط.
فالتفاصيل المحددة التي تؤدي إلى ذلك قد لا تتعلق بهذه النقاط.
وفي مثل هذه الحالة عليك بالبحث عن الكلمات الرئيسية المتعلقة
بنواحي اهتمامك.
تجاوز ما لست بحاجة إلى معرفته:
تحتاج أحياناً إلى التعرف على التفاصيل خاصة تلك المتعلقة
بموضوعات معينة. فمعظم التفاصيل في الوثيقة التي بين يديك قد لا تكون مرتبطة
بالموضوع الذي يهمك. فهناك أجزاء معينة فقط هي التي تتناول جوانب مهمة بالنسبة لك.
وسواء كانت التفاصيل غير المرغوب فيها تشكل ثلثي أو حتى عشر المادة الموجودة أمامك
فعليك أيضا إسقاطها والتخلي عنها. وبدلاً من ذلك ركز على تحديد وقراءة الأجزاء
التي لا علاقة لها باهتمامك. وسوف تكسب وقتا ثميناً بهذه الطريقة.
دع الكاتب يحدد لك الأفكار الرئيسية:
في هذه الأيام ليس عليك أن تبحث عن الأفكار الرئيسية حيث أن
كل من يكتب كتابا أو مجلة أو كتاباً أو تقرير أو ما شابه ذلك يقوم بنفسه بعملية
تحديد الأفكار الرئيسية والتغيرات الهامة في الموضوع. كما نلاحظ أن كل مادة منشورة
في هذه الأيام تعتمد على كتابة عناوين رئيسية بين الفقرات لتحدد بداية مناقشة كل
فكرة سواء كانت جديدة أو فرعية. وهذه العناوين تقدم لنا نقاط المواد التالية لها
فيما يشبه الكبسولة. وطبعا لابد أنك شاهدت مثالاً لذلك فيما قرأته من كتب وصحف
وتقارير.
كما يلجأ الكاتب أحياناً إلى حيل الطباعة مثل الكتابة بحروف
مائلة أو كبيرة أو وضع خطوط تحت العبارات والكلمات أو القوائم الرقمية أو اللوحات
أو الحروف؛ حتى يمكن مساعدة الحقائق الهامة والأفكار الرئيسية على التميز على من
حولها.
ابحث عن الجمل الإرشادية الدالة على الموضوعات:
عندما لا تقودك أشكال الكلمة المطبوعة إلى ما يهمك, وعندما لا
توجد عناوين لإرشادك فعليك أن تبحث عن الجمل الدالة على الموضوعات. فمعظم الفقرات
جيدة الصياغة تحتوي على جملة واحدة هامة تلخص محتوى الفقرة كاملة. وهذه هي الجملة
الإرشادية.
لاحظ العلامات التي تحدد تغيير الموضوع:
إنك لا تحتاج أن تقرأ كل جملة إرشادية للموضوع, كما تستطيع
بمجرد التجول ببصرك أن تعثر على أكثر التغيرات أهمية في الموضوع.
فقد تشير كلمات معينة إلى أن فكرة جديدة على وشك أن تظهر وأن
مادة حاسمة مساعدة على وشك أن تتبع. وعادة ما تأتي مثل هذه الكلمات في بداية
الفقرات حيث يسهل التوصل إليها. عندما لا تقودك أشكال الكلمة المطبوعة.
إرسال تعليق